ما الحل مع زوج سيء العشرة الشيخ حسان محمود عبد الله
إن النصيحة التي نعطيها للزوجة التي يسيء زوجها معاملتها هي أن تحاول البحث عن اسباب هذا الموقف منه من خلال اغتنام الأوقات المناسبة لطرح هذا الموضوع عليه,لاأن تطرحه عليه عندما يكون في مزاجية متشنجة,فإذا وجدت أن السبب يعود الى بعض تصرفاتها تعمد الى تغييرها،وإن كان السبب يعود الى كونه عصبي المزاج حاد التنصرفات لأن هذا طبعه لكنه يحبها ويندم على إيذائه لها فتعمل على تجنبه في الأوقات التي يكون فيها عصبياً أو مئشنجاً، وكثيراً ما نصحنا الزوجات بأن تعملن على عدم تأزيم الموضوع من خلال المواجهة حتى فيما يحق لهن في أوقات غير مناسبة، وهذا لا يعني أننا نقول لهن أن الحق عليكن ولكن معناه أن الوصول الى استقرار الحباة الزوجية يكون من خلال المجادلة بالتي هي أحسن واستعمال الحكمة في ذلك وهذا ما أكده الله عز وجل بقوله:
( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) (النحل / 125 ).
أما إذا اكتشفت أن هذا التصرف بسبب بغضه لها وانتفاء الحب بينهما فان كانا بلا اولاد فلا تتردد في الموافقة على الانفصال، أما إذا كان لديهما أولاد فعليها أن تحاول مراراً وتكراراً على أن تجعله يُحبها من خلال البحث عن ما يرضيه فتفعله وما ينفره فتتركه، فإن لم تصل الى نتيجة فعليها الموارنة بين أمرين كلاهما مر: هل تستطيع الاستمرار في هكذا حالة من أجل مصلحة أولادها؟ أو أنها لا نستطيع تحمل هذه الحياة ويمكن لها أن ترى أولادها ضمن ما يحدده لها الشرع، ولكن تتخلص من حياة العذاب هذه.ان كلا الخيارين مر بالنسبة الى كل زوجة، ولكن لكل واحدة قدرة على التحمل تختلف عن الأخرى فهذا يعود القرار فيه الى كل واحدة بحسب ظروفها.
باختصار لم يبح الاسلام للزوج ولا للزوجة أن يعامل الواحد منهما الآخر بسوء أو أن يؤذيه، بل فرض الإسلام على الزوجة أن تطيع زوجها وتحترمه وعلى الزوج أن يعامل زوجته بالحسنى، فإن ابتلي احدهما بزوج سيء الأخلاق طلب الإسلام من الطرف الآخر الصبر على ذلك لصيانة الحياة الزوجية من هذا الخطر الذي يتهددها،أما الضرب فلم يبحه الاسلام للزوج الا في حالة واحدة فقط وهي نشوز الزوجة الناشئ من منعه من حقه في الفراش على أن لا يكون الوسيلة الأولى التي يلجأ اليها بل بعد الوعظ والهجران في المضجع فإن اضطر اليه مع أنه غير ملزم به بل أجيز له استثناء فعلى أساس ان لا يقطع لحماً ولا يكسر عظماً بأن يكون نوعاً من ابداء السخط العالى
من الزوج لعل الزوجة ترعوي، ونحن ننصح بعدم اللجوء الى ذلك الا في حالة استحالة الحل الا من خلال الضرب، وكان الحل بالبقاء مع بعضهما البعض ضرورياً لعدم إمكان الانفصال بسبب الأولاد أو لأي سبب آخر.