ليلة ثانية من الهدوء في غزة والاسرائيليون يبدأون الانسحاب

نعمت قطاع غزة بليلة ثانية من الهدوء الاثنين في الوقت الذي بدأت فيه
القوات الاسرائيلية في الانسحاب بعد توقف هجومها الذي استمر اثنين وعشرين
يوما على القطاع عقب التوصل الى وقف هش لاطلاق النار.
وفي الوقت الذي بدأ فيه الفلسطينيون احصاء عدد قتلاهم في اعنف
هجوم قامت به اسرائيل ضد القطاع، اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة
اسماعيل هنية ان الفلسطينيين حققوا " انتصارا كبيرا" في الحرب.
واكد هنية وهو ارفع قيادي في حركةحماس في قطاع غزة، ان " العدو فشل في تحقيق اهدافه".
وفيما اكدت اسرائيل على رغبتها في الانسحاب من القطاع على وجه
السرعة في حال هدوء الاوضاع، قالت الفصائل الفسطينية انها ستوقف اطلاق
النار لمدة اسبوع واحد لاعطاء اسرائيل فرصة لسحب قواتها.
وأفاد مراسل لبي بي سي في غزة بأن القوات الإسرائيلية بدات الانسحاب من مواقعها في مدينة غزة.

تم انتشال عشرات الجثث من تحت الانقاض

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ في سحب قواته تدريجيا من قطاع غزة،
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الإسرائيلي الدبابات والجنود عائدين من أراضي
القطاع إلى داخل إسرائيل.

اعلان وقف اطلاق النار

وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في
بيان بثه التلفزيون السوري "نحن فصائل المقاومة الفلسطينية نعلن عن وقف
اطلاق النار من طرفنا في قطاع غزة ونؤكد على مواقفنا ومطالبنا بانسحاب
قوات العدو من قطاع غزة خلال اسبوع مع فتح جميع المعابر والممرات لدخول
المساعدات الانسانية والاغاثية والاحتياجات اللازمة لشعبنا في قطاع غزة".
من جهته قال أسامة حمدان ممثل حماس في بيروت في تصريح لبي بي سي
إن وقف إطلاق النار رهن بتحقيق شرطين هما الانسحاب الإسرائيلي من القطاع
خلال أسبوع وفتح المعابر وإنهاء الحصار.
وأضاف أن الحركة ستراقب خلال هذا الأسبوع مجريات الأمور مع الاستمرار في الاتصالات السياسية.
من جهته قال مارك ريغيف الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية لبي بي
سي إن "اسرائيل لا تتفاوض مع حماس ونحن نريد وقف لاطلاق النار كامل ونهائي
وسنكون سعداء بوقف اطلاق الصواريخ".
وأكد ريغيف مجددا أن "الدبابات الإسرائيلية ستبقى في غزة لتأمين الهدوء وفي حال استمر الهدوء سنباشر بسحب القوات تدريجيا".

وقف هش

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن اسرائيل تريد الخروج من قطاع غزة "في اسرع وقت ممكن".
جاء ذلك عقب لقاء جمعه في القدس مع رؤساء دول وحكومات ست دول أوروبية قاموا بزيارة إسرائيل عقب مشاركتهم في قمة شرم الشيخ.
وقال "ننوي الخروج من غزة في اسرع وقت ممكن فور ضمان امن سكان جنوب البلاد".

الفصائل منحت الجيش الإسرائيلي أسبوعا للانسحاب

وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عقب اجتماع القدس إسرائيل إلى فتح معابر قطاع غزة.
وفي وقت سابق أعلن أولمرت أن وقف اطلاق النار "هش" ويتم إعادة تقييمه بانتظام.
وأكد اولمرت في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة بعد ساعات على
دخول قراره حيز التنفيذ أن حركة حماس "أثبتت مرة جديدة هذا الصباح ان وقف
اطلاق النار هش ويجب ان يعاد تقييمه دقيقة بدقيقة".
وأشار إلى ان القرار يسمح للجيش الإسرائيلي" بالرد ومواصلة القصف إذا واصل عدونا في غزة هجماته".
وأضاف أيضا أن إسرائيل لم تكن تريد إلحاق خسائر في صفوف المدنيين
في قطاع غزة واتهم حماس بالمسؤولية عن سقوط هؤلاء الضحايا عبر نشر
مقاتليها في مناطق مكتظة سكانيا.

جثث

وقد انتشل الفلسطينيون بعد سريان وقف إطلاق النار أكثر من مائة جثة
لأشخاص قتلوا في الغارات، وطبقا لإحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد من
قتلوا من الفلسطينيين خلال العمليات الاسرائيلية يقترب من 1300 ، أما فى
الجانب الإسرائيلى، فقد بلغت الخسائر في الأرواح ثلاثة عشر، بينهم عشرة
جنود حسبما اعلن الجيش الاسرائيلي.
وعاد الفلسطينيون في انحاء القطاع إلى منازلهم ليصدمون بحالة الدمار الهائل ويحاولون نبش الركام لانتشال المزيد من الجثث.
وقال كريستيان فرايزر مراسل بي بي سي في رفح ان حوالي 40 الف شخص
ممن غاردوا منازلهم خلال الصراع عادو اليها ليلتقطوا ما تبقى لهم بعد
الدمار.

استمرت العمليات العسكرية الاسرائيلية المكثفة 22 يوما

وقال مراسلنا شهدي الكاشف انه في بعض الأحياء كانت تفوح رائحة الجثث
المتحللة وأضاف أنه في منطقة العطاطرة تم اكتشاف جثث في الشوارع.
واوضح مراسلنا أنه تم انتشال أحياناء جثث أفراد عائلات بأكملها.
وكانت الطائرات الاسرائيلية قد نفذت اول غارة جوية على قطاع غزة
الاحد بعد اعلان إسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد وذلك في اعقاب سقوط
عدة صواريخ صباح اليوم على جنوبي اسرائيل. وقال الجيش الاسرائيلي إن
مقاتلاته هاجمت منصات اطلاق الصواريخ خلال غارة اليوم.
وأضاف بيان للجيش أن خمسة صواريخ سقط على بلدة سيدروت بدون اشارة الى وقوع إصابات.
كما افادت مصادر طبية في غزة بمقتل مدني فلسطيني بنيران القوات الاسرائيلية اثناء وجوده في مزرعته في بلدة خزاعة شرقي خان يونس.
وقالت المصادر أيضا إن طفلة في الثامنة من عمرها من بيت حانون
شمالي القطاع قتلت اليوم عندما اصيبت برصاص الجيش الاسرائيلي مع ثلاثة من
افراد عائلتها. وكانت اشتباكات قد وقعت صباح الاحد بين جنود اسرائيليين ومسلحين فلسطينيين شمالي القطاع وصفها الجيش الاسرائيلي بانها حادث منفصل.
وكان مسلحون فلسطينيون قد اطلقوا نحو ثمانية عشر صاروخا بعد إعلان اولمرت مساء السبت وقف إطلاق النار.